
– أقدر موقف الدكتور مرسي تماما أن يرغب في التنازل عن راتبه .. ولكن ليس له الحق أن يتنازل عن هذا الراتب .. لعدة أسباب منها:
– نحن نضع قواعد صحيحة لعمل الرئيس .. والرئيس موظف .. والموظف عند الشعب يستلم راتبه من مصر .. ومن أراد أن يتبرع بكل راتبه للخير .. فليفعل ذلك بعيداً عن وظيفته .. ولا يوجد ما يمنعه أن يستلم راتبه ثم يتبرع به دون أن نعرف ودون أن يتم الإعلان عن ذلك.
– لكي يحاسب الشعب رئيسه .. فيجب أولاً أن يستلم الرئيس مرتبه. لا نريد ذلك اليوم الذي نخاسب الرئيس على التقصير فيقول ولكني لا أستلم منكم راتباً .. لا تحملونا جمائل لا داعي لها. استلم راتبك أيها الرئيس كأي موظف .. فأنت قدوة في أن تعمل وأنت قدوة أن تستلم راتبك .. وأنت قدوة أن تحاسب كما يحاسب كل موظف في شعب مصر.
– لا نريد أن نضع الرئيس القادم تحت ضغط نفسي أنه أيضاً يحتاج أن يتبرع براتبه. هذه ليست سنة حسنة .. إنها ضغط غير صحيح على غير القادرين أو غير الراغبين. من حق الموظف أن يفخر باستلام راتبه من الشعب .. وله أن يفعل به ما يشاء.
– مهما كانت مصادر الرئيس الشخصية قبل الرئاسة التي تسمح له بأن يصرف منها .. فإنه بعد الرئاسة يجب أن يعمل ويحيا وفق مرتب الرئيس .. حتى لا يفتح أبواباً للشيطان عنده وعند من حوله.
– سيأتي قريبا اليوم الذي سيسأل فيه الناس الدكتور محمد مرسي من أين لك هذا .. وكيف تنفق على نفسك وعلى أسرتك إن كنت لا تستلم من الدولة راتبك. السؤال مشروع والاحتياجات لكل البشر معروفة ومتكررة .. ولا داع لأن نفتح أبوابا لتفسيرات يمكن أن تتحول مع الوقت إلى مبررات فساد.
– من أجل كل ما سبق وغيره كثير .. أقول للسيد الرئيس محمد مرسي .. احتفظ براتبك .. فمصر ليست بحاجة إلى راتبك .. ولكن مصر تحتاج منك كل العمل وكل الجهد وأن تكون قدوة لكل رئيس يأتي من بعدك .. أنه يعمل .. ويستلم مستحقاته .. وفقط مستحقاته. وبعدها له أن يفعل بها ما يشاء.
د. باسم خفاجى
في 27 يونيو 2012م