
– يوما ما نصحت الجهات السيادية عبد الناصر أن يشغل الناس بما يحبون الكلام عنه .. وكانت يومها أم كلثوم والكرة .. وحدث ما أرادوا .. ودفع عبد الناصر ثمن نكبة انشغال الناس بالتوافه من حياته ومن سمعته.
– بعدها نصحت الجهات السيادية السادات أن يشغل الناس بما يحبون الكلام عنه وهو الصحوة والإسلام لكي يقاوم المد الشيوعي في مصر، وحدث ما أرادوا، وكان نعمة من الله لمصر، ودفع السادات ثمن النصيحة التي قتلته.
– وبعدها نصحت الجهات السيادية مبارك أن يشغل الناس بالجري وراء لقمة العيش، وإشغال الشباب بالفايس بوك والنت والتشات والكلام عن الاقتصاد والمال .. حتى لا يفيق أحد لفساد الدولة، وحدث ما أرادو إلى أن نصر الله شعب مصر بثورة خرجت عن النص .. عن تعليمات الأنظمة.. وكانت لحظة مشرقة في حياة كل المصريين، ودفع مبارك ثمن النصيحة التي سجنته.
– تعود الأجهزة السيادية اليوم لتنصح الحاكم أن يشغل الناس بما يحبون الكلام عنه .. وما يتظاهرون في سعادة من أجله .. وتمضي الأيام .. ولا يتعلم أي حاكم ممن سبقه .. وتبقى مصر حقل تجارب لأجهزة سيادية يتغير الأشخاص فيها ولا تتغير العقول التي تديرها. الحلول الوقتية لن تنهض بمصر. وإشغال الناس عن حقوقهم ونهضتهم جريمة لا تليق بحاكم حتى لو كانت نيته صالحة.
د. باسم خفاجي
في 8 نوفمبر 2012م