
– يا من تطاولتم على انسان غلبان واتهمتموه بالبلطجة وحرق المسجد وفقء عين الضابط وانه عرى نفسه وكتبتم واقسمتم وسببتم كل من حاول ان يوقفكم .. من فضلكم .. واجهوا أنفسكم .. كيف فعلتم ذلك ولم؟
– هذا الغلبان عرى كثيرا من أخلاقنا .. فقد كان البعض يشتمه ويخوض في عرضه باطمئنان تام للعواقب .. اكيد بلطجي .. اكيد سوابق .. اكيد مجرم .. ونسوا انه أكيد كمان .. انسان. تعرت اخلاقنا وصلافتنا على الغلابة لأن البعض يشعر بقدر حقيقي من التعالي على الغير .. “أنا خير منه”ى لا نقولها ابدا ولك نمارسها .. وتعرت أخلاقنا ويأبى البعض مواجهة نفسه ومراجعة ما قال وفعل.
– هذا الغلبان كشف نخبة من التيار الاسلامي تحديدا .. كتابا وناشطين ودعاة .. تبلدت مشاعرهم تجاه ألم من خارج صفهم .. ظهرت على ألسنتهم سماجة واستهتار بمشاعر الآخرين من البشر بشكل مستفز ومقلق ومزعج بحق. كأنهم لا يخشون العقاب .. كأنهم بلا قلوب ..كأنهم لم يضطهدوا يوما ما .. كم أحزن وأرثى لحالهم.
– لا تقولوا لي ترفق بنفسك وبصفك الاسلامي الذي تنتمي له .. فلا خير فينا إن لم نحاسب أنفسنا قبل ان يحاسبنا أحد .. ولا خير فينا إن قبلنا أن يهان الغلبان على ألسنة بعضنا .. ثم نسكت حتى لا نجرح مشاعر النخبة التي تبلدت مشاعرها في صفنا نحن.. أين كانت تلك المشاعر المرهفة ضد ان ننقد أنفسنا عندما سخرنا من غلبان.
– سامحوني .. أحيانا أتساءل .. ما هو الشيء الإسلامي الناصع البياض الذي نقدمه اليوم نموذجاً لشعب مصر عن أخلاقنا .. عن رحمتنا .. عن حرصنا على الناس. هل من الغريب أن الناس لا ترى منا اليوم إلا الغرور والصلف والبلادة تجاه آلامهم.. نتهمهم دائما .. نسخر منهم .. نستقل من شأنهم. نفعل ذلك .. لا تخادعوا أنفسكم .. ولا تتضايقوا مني .. فلست إلا مرآة لواقعكم تصدقكم القول عن حالنا. نياتنا قد تكون خيرة ولكن أفعال القلة منا تضر كل أبناء الإسلام .. وتمسح ما يقعلونه من خير كثير بأقوال وممارسات البعض.
– التفاحة المعطوبة تفسد صندوق التفاح .. والتفاحة السليمة لا تستطيع ان تصلح المعطوبة .. ولكنها تتأثر بها. أما في حال البشر .. فالفطرة السليمة يمكن أن تصلح العطب .. إن تحركت .. ورفضت الظلم .. وأعانت على الخير .. وقاومت البلادة والسماجة في التعامل مع آلام من حولنا من خارج تيار الإسلاميين.
– أفيقوا .. واعتذروا .. وأصلحوا شأنكم .. لينصلح حال وطنكم .. أو تواروا عن الأنظار خجلا .. إن صممتم على السكوت عن أخطاء أصدقائكم .. وأقسم لكم أنه ما هكذا تعلمنا في ديننا .. وتذكروا سورة المائدة .. وغيرنا يلعن على لسان الأنبياء .. لأنهم “كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه .. لبئس ما كانوا يفعلون” .. أفيقوا .. أو تواروا خجلا .. من أن تكونوا أسوأ سفراء .. لخير رسالة.
د. باسم خفاجي
4 فبراير 2013م